لماذا يقوم العلماء بإنشاء بنك عينات من براز الإنسان والحيوان؟
يحافظ البشر على الكثير من الأشياء والأمور في العالم، بما في ذلك الزهور النادرة والمحيطات البكر، ولكن هل فكرت يومًا في حفظ التنوع الحيوي داخل جسدك؟ ربما يبدو الأمر غريبًا، لكن العلماء الآن يدرسون طرق لحفظ تنوع الميكروبات الموجودة في أحشائنا، وذلك عن طريق إنشاء ما يسمى بـ”قبو الميكروبات”.
ربما سمعت عن قبو البذور الذي يحتفظ بعينات من البذور المختلفة في مكان آمن تحت الأرض في النرويج، حيث يتم الحفاظ على تنوع المحاصيل. ويهدف القبو إلى تحسين الأمن الغذائي العالمي، ومنع الانقراض لأنواع النباتات المختلفة، وكذلك حماية البذور من الكوارث الطبيعية والإنسانية. وفي هذا السياق، يسعى علماء الأحياء الآن إلى الحفاظ على تنوع الميكروبات الداخلية في أجسادنا والتي تسمى الميكروبيوم، من خلال بناء “قبو الميكروبات”، الذي يشبه قبو البذور.
الفكرة وراء “قبو الميكروبات” هي جمع العينات الحية للميكروبات، وتخزينها في مكان آمن، مثل القبو تحت الأرض، لضمان توفرها للأجيال القادمة. وقد استوحى المشروع من نظيره قبو البذور، لأن الهدف هنا هو حفظ التنوع الحيوي. ففي عالمنا الحالي، يعاني الكثير من الناس من انخفاض التنوع الميكروبي بسبب نمط الحياة الحديث واستهلاك المضادات الحيوية بشكل كبير. وهو ما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
نظرًا لأن الدراسات العلمية تظهر أن الميكروبيوم لدينا يمكن أن يؤثر على كل شيء بدءًا من الوزن والأمراض المزمنة وصولًا إلى الصحة العقلية والمزاج ، فإن الحفاظ على التنوع الميكروبي يعد أمرًا بالغ الأهمية. في الواقع ، توصي الجمعية الأمريكية للأمراض المعدية بالحفاظ على تنوع الميكروبيوم كأحد أساليب الوقاية من الأمراض.
من أجل ذلك ، يهدف Egli’s Microbiota Vault إلى الحفاظ على عينات الميكروبيوم الهامة والنادرة ، وتخزينها في بيئة آمنة ومناسبة للحفاظ على الأحياء الدقيقة على قيد الحياة. يتم تجميد البراز عند درجة حرارة منخفضة جدًا في مختبرات متخصصة في جميع أنحاء العالم ، ثم يتم تخزينه في مستودع آمن في سويسرا.
هذا النوع من التخزين يسمح بحفظ الميكروبيوم لفترة طويلة ، ويمكن استخدامه في المستقبل لدراسة تأثير الميكروبيوم على الصحة والعلاجات الطبية الجديدة. وهو أيضًا يسمح بإعادة إدخال الميكروبيوم المفقود إلى الجسم في المستقبل ، عند الحاجة.
لا يتعلق الأمر بالحفاظ فقط على الميكروبيوم في البشر ، بل يشمل أيضًا الحيوانات والنباتات والتربة. على سبيل المثال ، يمكن للحيوانات التي تعيش في بيئات مختلفة أن تحتوي على ميكروبيوم مختلف ، ويمكن لهذا الميكروبيوم أن يساعد على التكيف مع البيئة المحيطة بها.
يعتبر Egli’s Microbiota Vault على الرغم من كونه مشروعًا جديدًا ، إلا أنه يشكل خطوة مهمة نحو الحفاظ على التنوع الميكروبي والتأكد من أن الإنسانية ستستمر في الاستفادة من الفوائد الصحية للميكروبيوم في المستقبل.
وتوجد بعض الأسئلة حول كيفية إدارة وحفظ البراز والميكروبيوم الذي يحتوي عليه على المدى الطويل. ومن المحتمل أن يتطلب الأمر التطور والابتكار في التقنيات اللازمة للحفاظ على هذا التنوع الميكروبي بطريقة فعالة ومستدامة.
ولكن بشكل عام ، يمكن القول إن إنشاء مخزن للميكروبيوم هو فكرة رائعة وذكية ، حيث يمكن للباحثين والعلماء استخدام هذه العينات لفهم أفضل للعلاقة بين الميكروبيوم والصحة والأمراض وكذلك تطوير العلاجات والأدوية التي تستهدف الميكروبيوم بشكل مستقبلي.
إن إنشاء هذا المخزن يؤكد الأهمية المتزايدة للتنوع الحيوي ، والحاجة إلى الحفاظ عليه في العالم الحديث. فالتنوع الحيوي هو جزء أساسي من صحة كوكبنا ونظامه البيئي ، وعلينا أن نعمل معًا للحفاظ عليه.
المصدر: www.positive.news
الصور من عمل: Global seed Vault، CatsMaster، Ninara in Flickr
